أنسيتم يا عرب؟!
شهد القعطبي
ديسمبر 25, 2021
5
(1)
أنسيتم يا عرب؟!

رنّ ضادك في مسامع أذني، و انطفأت شمعة قلبي حزنا فور سماعي لآيات الفرقان تتلى بحروفك بنبرة حزينة، كأنّها تقول : “مالهم أهل الكتاب الذي نسجه المولى بحروفي تفرّقوا؟”

مجلس دولي قراراته كغبار متطاير في أواخر الخريف ، مليون ذرة غبار، مليون قرار، يصدره أسود هذه الغابة ، على طبق من ذهب، مغلّف بالسلام و الوحدة، مبطّن بالنفاق و الإرهاب، تستقبله أعراب مُسحت كرامتها، حيث يدوّي العالم و يقول يا إرهابيّين، وهم كأعواد خشب رفيعة، كلّ عود منها جامعٌ فتاته حوله، رافضٌ أن يعير قليلا منه لعود آخر، خائفٌ من حريق الغابة الكبير، فيضحّي بإخوته لينجوَ هو بنفسه.

أتخيّل الصّادق الأمين يراقبهم متحسّرا على حالهم ، سوريا تحترق وهم مختلفون على سنّة أو شيعة ، فلسطين تنتفض وهم حائرون بين حجاب أو خمار. أتخيّل الجزء الآخر من العالم يحتقرهم ويعايرهم بضحكة القدر السّاخرة و يقول : ” ولّت أيامك يا صلاح الدين، ضاع عدلك يا فاروق ، فشعبكم أصبح مجرّد رقم على تقرير ضحايا وغرقى فيضان السّخافة!  فلم يتّبعوك يا محمّد، ولم يكملوا علمك يا ابن سينا، أضاعوا لغتهم و شوّهوا معالمها، نعم نسوكِ يا عربية، و إذا لم يتمسّكوا بطوق نجاة الإسلام و العروبة و النخوة فلن يبقوا مجرد رقم على تقرير فيضان فحسب و إنما سيصبحون أسماء مدوّنة على تقرير تعداد سكانيّ و لكن بلا كيان.”

عودوا يا عرب ….

  عودوا أصحاب القلوب الباسلة ذوي البشرة السّمراء ، أهل العلم و الأدب و الجود و الشيّم ، عودوا أمّة محمّد التي أرهقت الأمم خوفا من قوّتها يوما ، عودوا قبل أن تلقوا أنفسكم في ضحى جمعة أشرقت شمسها من الغرب .

How useful was this post?

Click on a star to rate it!

Average rating 5 / 5. Vote count: 1

No votes so far! Be the first to rate this post.

أحدث المقالات