تتحدث الرواية عن أربعة أشخاص بشكل خاص، وعن واقع أمة بشكل عام، عن أربعة أشخاص، عصرتهم الحياة بكل ما أوتيت من قوة، لكن ذلك لم يمنعهم من أن يسامحوها، ويصفحوا عنها، ويبحثوا عن جانبها المشرق، فابتسمت لهم من جديد و أعطتهم فرصة للهروب، للهروب منها، للهروب إليها، للهروب بعيداً عنها، للهروب بحثاً عنها أيضا.
لكن الحياة والقدر شيئان مختلفان، فلما نُجيد التفريق بينهما، والقدر –عادة ودائماً وأبداً-لا يجود بخير، إلا أن تكون هذه أمنيتك الأخيرة، جائزة ترضية من نوع ما، شهادة تقدير، قبل أن يسحب (القدر) منك (الحياة).
سبب نهايتهم الأليمة كان رغبة، كان كذبة، كان شهوة، كان أملهم، كان رجائهم، كان وكان وكان، فعل ماض، فعل ناقص، كما كانوا في نظر أنفسهم، ناقصين، مبتورين، مشوهين، محتاجين، مساكين، كما تخيلوا أنفسهم وكما كانوا فعلاً، لك وحدك عزيزي القارئ الهمام.
كيف وصلوا إلى هناك؟ إلى نقطة الصفر؟
حسناً، جل ما يمكنني قوله هو أنهم أرادوا الهرب بحثاً عن حياة أفضل، أجمل، أكمل، فولوا وجوههم شطر الكويت، مستعينين بمُهرِب ليؤمِن لهم الطريق، إلا إن كذبة صغيرة، تبعتها شهوة عارمة، أدت إلى مصيرهم المؤلم.