ولأننا أعين الغد، وأبناء المستقبل الأردني الواعد، قد خَطَطنا من أحرف القسمِ مجد لنا، بأن نخلص ونصون ما قد كتب وما قد حُفظ، أقسمنا بأن نصنع من شبابنا عينٌ للعالم؛ لنتطلع بثقة وشجاعة على ما قد بدأه جدودنا الأكارم، لنكرم عيناً قد تعبت على مصابنا، لنصرخ بصوتٍ حالم بأن الأردن الشامخ وطن النخوة والشرف، قد ساهم بعقول أبناءه بصنع عالم حضاري ناجح، وبأن الأجاويد الهواشم كانوا وما زالوا يد عونٍ وعين مناضل، وبأن حكومتنا حكومة المملكة الأردنية الهاشمية قد حاربت لأجل بنائنا وإنشائنا نشأة صحيحة مسالمة وسليمة خالية من كل تقصير أو تهميش، لذلك أمست كما أصبحت تناشد شمس المعرفة بالشروق وتودعها بغروبٍ واعد بأن غداً مكلل بنجاحات ستتوج بكل شرف، تمنهجت أول معرفتنا (بإقرأ )ففيها بعث رسولنا الكريم وبها بُعثنا نحو علم لا محدود، ومنها ترجمت معاني حب المعرفة في الصفوف الدراسية، لتأخذنا نحو عمقها رغم قلة حروفها، فكانت هي قبلتنا لسن العاشرة ومنهاجنا لتقوى حياتنا، لحين صراعنا مع تلك الجائحة، أُغلقت الكتب وألغيت أقرأ من معارف عصرنا الحاضر، حتى أصبح الهاتف أولى أولوياتنا والبرامج الساخطة كل مسعانا، وأختلطت عاداتنا بعادات الغرب الكافرة، كما أصبحنا مُحبين للتقليد الأعمى بشتى السبل والوسائل، شباب مستقبلنا باهت، وأطفال الغد أصبح هدفهم ساذج، و دواعي الفخر بهم باتت بالانتقاص، حتى أقررنا بأن الرجولة الآتية تدعو للخجل والعار، والإناث منهم لا ينقصهن سوا الوقار والإلتزام والأخلاق، وهذا كل ما  يمكن لصنع أنثى تحمل أسم الأمهات، أُغلقت عقول الطلاب مع إغلاق الكتب والمناهج الدراسية، لنتكافل ولنصنع من تعب الأمهات ثورة ناجحة لنكن مع الإلتزام والاحتياط، لنجعل من جائحتنا وسيلة للثبات، لوضع بصمة لا تطمس، ولجعل العلم أولى أولوياتنا، ومحط اختياراتنا، لنجعل من المعلمين فوق رسالة سلامهم لمسة ملائكية لأبنائهم، ولنراهن على وعيهم وإبداعهم اللامتناهي، لنضع ثقتنا بأن الجيش التعليمي قادر على مواجهة ما جابهته حكومتنا السامية عامة وسعادة الدكتور سعد جابر وطاقمه خاصة، لنكن مع العلم لنصنع عقاراً لأفكار شبابنا قبل عقار الكوفيد المستجد، ليعود التعليم المباشر بكثير من الوعي و بإقرار الإلتزام الشامل، لنكن متكافلين بقلوبنا و حروفنا لنتمكن من صناعة أردنٌ باسل واعد مليء بالمجد والنجاح والعطاء المتكاثر.