حَصر الفايروس
شهور واسابيع وليالي والى الثوانِ، مرت بنا وما زلنا عالقين بهذا الكابوس، عِشنا بين الخوف والفرح، الحُرية والتقيد، القلق والراحة، الأسرة والأصحاب، وكانت النتائج متباينة بين السلبية والإيجابية، كمّ عِشنا ايام والحزن مستوطن قلوبنا لإصابة أحبابنا بذلك اللعين، وكم مضت دقائق وساعات وكانت الأقدام لا تتوقف عن الاهتزاز والقلب مصابٌ بالخوف والروح قَلِقة، لأنتظار النتيجة، يا ترى سلبية أم إيجابية؟ سأتقيد ام لا؟ سأبتعد عن أحبابي وأطفالي وأسرتي؟
فرضت الحكومة الأردنية في بداية الموجة الأولى، حظرًا شاملاً لمدة ثلاثة أشهر، مُزودين بالرواتب والطعام، ولم نلاحظ أن عدد الإصابات ازداد عن عشر حالات يوميًا، ومضت الدولة ولمدة أسبوعين مُتتاليين نتيجة الحالات صفر، وبهذا الخبر ومن دون إنكار عَمَ الفرح بقلوب الجميع، برغم المشاكل التي واجهت شعبي من بطالة وفقر، إلا أن قرار الحكومة بفرض حظر شامل أدى إلى حَصر الوباء وبشكل نهائي، ولولاه لكُنا اتبعنا سياسة مناعة القطيع، ومن هُنا بدأت الكارثة، بدأ استهتار الشعب المفرط، وقاموا بتوديع الكمامة والمعقمات، وبدأت الأعراس والمناسبات وبدأ الفيروس بالنهوض مرةٌ أُخرى ولكن هذه المرة كان شجاع وبطريقة رهيبة، بفرض الحظر على الشعب هب داخلهم نيران الرفض، وبنسبة عالية فبدأت الحكومة رويدًا رويدا بفتح المدارس والمساجد والدوائر الحكومية والمؤسسات، وبفضل استهتار الشعب أصبحت الأردن من الدول الخطيرة وفي اليوم تصل حالاتنا لألفين حالة، وما فوق. بعد أن حاصرنا الوباء وتغلبنا عليه تَزَودَ من استهتار الشعب بالقوة وبدأ باحتلال الأجساد من جديد.
أيعقل هذا؟
إلى أين تريدون الوصول؟
تشعرون بندم الآن أليس كذلك؟
وعندما نقرُ حظر شامل ترفضون، من الناس من طُحنت مشاريعهم وذاق بهم الحال ولكن أليس هذا من أجلكم؟ من أجل بلدكم؟
الأطباء من دون استثناء والجيش من أقدم إلى أحدث عضو فيه، قاوموا النعاس والجوع والتعب والإرهاق لأجل من؟ أنكرتم كل هذا؟
يا أسفي عليكم من شعب، كان يُقتدى بكم من جميع الناس، ولكن الآن أصبحتم كالقطط والفيروس يلاحقكم ولا تعلمون إلى أن سنصل بهذه الحالة.
اللهم احمي بلدي والبلاد العربية وارحم المسلمين أينما كانت بؤرتها، وازل عنا الوباء يا ارحم الراحمين. ️